•  

    لمشاهب غنت قضايا الإنسان

    أبدعت هذه المجموعة عدة روائع بكل تفان وصدق وحب للفن، جمعت، في توليفة رائعة، بين العصرنة والتراث المغربي، مكرسة وقتها للأغنية الشعبية والوطنية وقد انطلقت هذه المجموعة سنة 1975، وراهنت على قضايا كبرى للإنسان المغربي مجسدة أحلامه وطموحه وآلامه من خلال عدة أغاني مازالت راسخة في ذاكرة كل متذوق مغربي وعربي.

    انطلقت مجموعة لمشاهب، ذات التوجه الشبابي، من الحي المحمدي، وتحديدا "كاريان سانطرال"، الذي يعتبر مهدا لموسيقى المجموعات الغنائية أو"الظاهرة الغيوانية"، وظهرت النواة الأولى للمجوعة سنة 1969، بـ "روش نوار"، الذي كان حيا فرنسيا قبل الاستقلال، حيث كون الشريف رفقة بعض أبناء الحي المتأثرين بالموسيقى الغربية، مجموعة أطلقوا عليها "صوت اليوم".

    مع بداية سنة 1972، تأثرت مجموعة لمشاهب بمجموعة ناس الغيوان، التي ظهرت عمليا سنة 1970، وكانت تتغنى بهموم الشعب. لكن مجموعة لمشاهب فضلت التوجه نحو الشباب الحالم، فأبدعت موسيقى عصرية تنهل من الواقع، لكن بأسلوب جديد وغير مألوف، وهو ما جعلها تلهب حماس الشباب المغربي في سنوات السبعينيات.

    انطلقت المجموعة، منذ البداية بإيقاع خاص بها، يختلف عن المجموعات الأخرى، ووظفت بشكل جيد آلات موسيقية متعددة، لم تكن معروفة آنذاك مثل "الموندولين"، كما امتازت المجموعة أيضا، بألحانها المختلفة، وحاولت التعامل مع الواقع بنوع من التوازن، دون أن تبتعد كثيرا عن هموم الشباب، الذي كان متلهفا لسماع أغاني لمشاهب. ولأن لكل ظاهرة روادها، فإن لمشاهب مع وجود مؤسسها عازف الموندولين الأسطوري، مولاي الشريف لمراني، وصاحب الصوت الرخيم الزجال محمد باطما، الذي انضم إليها سنة 1973، قادما من مجموعة "تكدة"، وفارس الكلمة مبارك الشاذلي القادم من الجنوب المغربي، والصوت المتميز محمد السوسدي ابن الحي المحمدي، الذي كان متأثرا بالأغاني الهندية، ومحمد حمادي الوافد من مجموعة "نواس الحمراء" المراكشية، شكلت بمفردها ظاهرة خاصة، لأن أعضاءها كانوا يبحثون في الموسيقى، كما أنهم جاؤوا بشكل غنائي لم يكن معروفا آنذاك.

    احتاجت المجموعة إلى ما يقارب أربع سنوات قبل أن تتشكل نهائيا، وتنطلق في نحت اسمها على صخرة صلبة، خصوصا أنها كانت تمثل جيلا جديدا من الشباب، المتأثر بظاهرة "الهيبيزم"، وتعتبر سنة 1975 منعطفا خاصا في تاريخ المجموعة، التي رسمت لنفسها طريقا مختلفا عن باقي المجموعات، التي ظهرت في تلك الفترة.

    Partager via GmailGoogle Bookmarks Blogmarks

    تعليقك
  • موازين تكرم محمد السوسدي وتحتفي بمجموعة لمشاهب

     

     تكرم جمعية "مغرب الثقافات" اليوم الفنان المرحوم محمد السوسدي، ومن خلاله مجموعة لمشاهب، التي ستحيي هذه الليلة، بمنصة سلا، حفلا ساهرا سيذكر جمهور هذه المنصة بسنوات السبعينيات والثمانينيات، وأغاني مازال المغاربة يحفظونها ويرددوها.

    تكريم الراحل محمد السوسدي لم تبرمجه "مغرب الثقافات" بعد وفاته، بل كان مقررا سلفا ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، إذ لولا الأقدار التي شاءت أن يفارق هذه الحياة، لكان السوسدي اليوم واقفا فوق منصة سلا، ينتشي بالكلمات التي ستقال في حقه، ولأطرب إلى جانب أفراد مجموعة لمشاهب، الجمهور الوافد على منصة سلا.

    ويعد محمد السوسدي، الذي فقدته الساحة الفنية يوم 17 يناير الماضي، بالدار البيضاء، عن سن 61 عاما، واحدا من أبرز الفنانين الذين أنجبتهم ظاهرة المجموعات الغنائية، خلال عقد السبعينيات من القرن الماضي، وخاصة ضمن مجموعة "لمشاهب"، التي فقدت، برحيله أحد أعمدتها الذي ساهم بقسط وافر في بناء مجدها وشهرتها، اللذين تجاوزا حدود الوطن.

    غنى السوسدي، إلى جانب رفاقه في "لمشاهب"، عن تيمات عدة تتعلق بالحب والحياة والتسامح والسلام، وتعتبر أغنية "واحيدوس" من أبرز أغانيه.

    ولد الراحل محمد السوسدي سنة 1952، الذي خلف خمسة أبناء، بحي كاسطور بالحي المحمدي بالدار البيضاء، ومارس، منذ طفولته، التمثيل مع مسرح "الخلود" بالحي المحمدي، قبل أن ينضم إلى مجموعة حسن السوداني، إذ كان يؤدي مقاطع من الأغاني الهندية التي كان يتقنها، بين المشاهد المسرحية.

    في سنة 1969، حصل السوسدي على جائزة أحسن صوت، بعدما أدى أغنية" دوستي" بالهندية، في برنامج المسابقات التلفزيوني "الوقت الثالث". والتحق بعد ذلك بمسرح الطيب الصديقي وشارك معه في العديد من الأعمال المسرحية، إلى غاية سنة 1972.

    وفي هذه السنة دخل السوسدي عالم المجموعات الغنائية (ناس الغيوان، وجيل جيلالة) مع المجموعة التي أطلق عليها اسم "أهل الجودة"، وكانت تضم، بالإضافة إلى مؤسسها مبارك الشادلي، عبد الرحيم معلمي، وصلاح نور، وسعيد سعد، والصوت النسوي حليمة.

    وستبقى سنة 1974 المحطة الأبرز في المشوار الفني للراحل، الذي التحق خلالها بمجموعة "لمشاهب"، حيث أتحف، منذ هذا التاريخ، الجمهور المغربي بالعديد من الأغاني الجيدة والهادفة، والتي تطرقت لمواضيع اجتماعية ووطنية وعربية نذكر منها، أغنية "فلسطين" و"الغادي بعيد" و"الليل" و"طبايع الناس" و"بغيت بلادي" و"داويني" وغيرها...

    وظل صوت السوسدي متميزا حيث أحرز من خلال مشاركة فردية بموسكو على جائزة أحسن صوت في إحدى المسابقات الفنية، التي شارك فيها فنانون عالميون، حيث أدى أغنية "حمودة"

     

    Partager via GmailGoogle Bookmarks Blogmarks

    تعليقك
  • Partager via GmailGoogle Bookmarks Blogmarks

    2 تعليقات
  • بقلم ..........غزلان العباسي

    إقرأ التفاصيل

    Partager via GmailGoogle Bookmarks Blogmarks

    تعليقك
  • إقرأ التفاصيل

    Partager via GmailGoogle Bookmarks Blogmarks

    تعليقك